الرئيسية | تحاليل سياسية | تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة. |بقلم: د. حازم محفوظ.

تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة. |بقلم: د. حازم محفوظ.

تحاليل _ تحاليل سياسية _ تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة. |بقلم: د. حازم محفوظ*.

تشير تقارير ودراسات عدة إلى تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل ملحوظ في المجتمع الأمريكي، تلك الظاهرة التي يلعب أقصى اليمين دوراً كبيراً في تزايدها، وذلك عبر الحملات الإعلامية التي تروج لأفكاره، وتحاول استغلال بعض الأحداث، وتوظفها وفقاً لتوجهاته. 
  
وقد يكون أحد أسباب هذا التصاعد أيضاً أن المسلمين لم يقدموا الإسلام على النحو الذي يجعل غير المنتمين له يطمئنون إليه، أو ربما لأن هناك سوء فهم للإسلام في الولايات المتحدة، والغرب بشكل عام من خلال عدم التمييز بين صحيح الدين، وممارسات الجماعات المتطرفة؛ خاصة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة، نظراً لكونه جسما غريبا يعادى المبادئ الأساسية للدين. 
وكان نتاج سوء الفهم هذا أن ربط الغرب “الفوبيا” بالإسلام (Islamophobia)، ولم يربطها بممارسات بعض المسلمين المتشددين (Muslimphobia)1، وهو الأمر الذى يجعل هنالك أهمية للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في مجتمع متسامح وديمقراطي، مثل الولايات المتحدة، بهدف الوصول إلى نوع من أنواع الفهم والتوافق مع المجتمع الأمريكي بشكل عام، ومع قيادته السياسية بشكل خاص، لما لها من دور فاعل في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ضوء وجود مصالح وعلاقات مشتركة.
  
معضلة “داعش”
 
يبدو أن كثيراً من غير المسلمين بالولايات المتحدة ينظرون إلى تنظيم “داعش” بحسبانه يمثل نموذجاً حقيقياً للإسلام، برغم أنه أبعد ما يكون عن روح ومبادئ الدين، ربما لأن المواد الدعائية التي يستعملها ذلك التنظيم تحتوي على العديد من الأحكام الشرعية المجتزئة التي تسوغ أفعالهم المروعة.
  
 فوفقاً لاستطلاعي رأى، أجراهما “LifeWay Research” فإن “أكثر من ربع الأمريكيين وما يقرب من نصف القساوسة البروتستانت يرون أن “داعش” هو الممثل الحقيقي للمجتمع الإسلامي”. وعلى المنوال ذاته، رأى “معهد بروكينجز” في استطلاع آخر أجراه “أن 14% من الأمريكيين يرون أن التنظيم مدعوم من أغلبية المسلمين حول العالم”2. 
 
أيضا، توصلت دراسة، أعدها علماء في الاجتماع من جامعة مينيسوتا، خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2016، إلى أن المسلمين هم أكثر مجموعة مرفوضة في الولايات المتحدة، إذ أظهرت الدراسة أن رفض المجتمع الأمريكى لهم قد ارتفع من 26% في عام 2006 إلى 45.5% في عام 2016.3 
 
وعلى غرار ما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، أسهمت المخاوف من “داعش” في تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، خاصة بعد إفادة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن “نحو 250 أمريكيا سافروا للالتحاق بتنظيم (داعش) في سوريا، في حين أن عددهم قبل ذلك لم يكن يتجاوز 100 أمريكي تقريباً4. 
 
في السياق ذاته، أكدت دراسة صدرت عن برنامج خاص بالتطرف بجامعة جورج واشنطن أن عدد أنصار تنظيم “داعش” على الإنترنت تعدوا 300 أمريكي، في حين ذكرت الدراسة أن السلطات الأمريكية ألقت القبض على 51 مواطناً بتهمة الاشتباه في الاتصال بـ”داعش”.
 
ويبدو أن تنظيم “داعش” أكثر جاذبية لتجنيد الشباب من نظيره “القاعدة” ، وذلك لادعائه بأنه يخدم قضايا عادلة، مثل قضية استرداد الأرض السليبة، والدفاع عن حقوق الضحايا الذين سقطوا في سوريا والعراق.
 
إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص قد لقوا حتفهم في العراق لأسباب تتعلق بالحرب، وأن أكثر من 220 ألف شخص لقوا حتفهم في سوريا منذ نشوب الحرب5. بالإضافة لذلك، تشير تقديرات المفوضية السامية لشئون اللاجئين إلى “أن عدد اللاجئين السوريين يزيد على الثلاثة ملايين شخص، فيما تبلغ أعداد المشردين داخلياً في سوريا سبعة ملايين شخص”6. 
 
لقد استطاع “داعش” خلال عامي 2015 و2016 جذب مقاتلين جدد، خاصة من المتعلمين تعليماً عالياً، وهو ما كشفه تقرير استخباراتي لمركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، حيث أفاد بأن 64 % من تنظيم “داعش” من المتعلمين، وأن 83% من المنفذين لعمليات إرهابية داخل الولايات المتحدة مواطنون أمريكيون، و65% منهم مولودون داخل هذا البلد بشهادات ميلاد أمريكية. 
 
ففي 12 يونيو 2016، شن مواطن أمريكي من أصل أفغانى -يدعى عمر صديق متين 29 عاما- هجوما بإطلاق النار على ملهى ليلى بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، مما خلف 49 قتيلا، وجرح العدد نفسه تقريباً. وعُدّ هذا الهجوم أعنف هجوم بإطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة، وتبين من مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الجاني، عمر متين، قام بالاتصال على رقم الطوارئ 911 قبل الهجوم الذى تضمن إعلانه مبايعة تنظيم “داعش”. 
 
وبرغم أن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) استنكر ودان ذلك الهجوم، بوصفه لا يعبر عن مبادئ الإسلام، كما طالب بعدم استغلاله سياسياً؛ فإن مثل هذه الأعمال الإرهابية عملت على تنامى شعور الخوف من الإسلام والمسلمين، حيث يتم النظر إلى الإسلام داخل الولايات المتحدة على أنه كتلة أحادية جامدة لا تستجيب للتغيير، أو أن ليست به قيم مشتركة مع الثقافات الأخرى. 
 
شبكة الإسلاموفوبيا:
 
إذا كانت حدة حملات الكراهية في الولايات المتحدة تصاعدت بسبب ممارسات “داعش”، فإنه يمكن ملاحظة وجود استغلال لتلك الممارسات من قبل جماعات الكراهية المناهضة للإسلام والمسلمين التي تتبنى خطابا للكراهية، نظراً لإيمانها إيماناً راسخاً بنظريات المؤامرة التي مؤداها: أن المسلمين يخططون بشكل خفي لاستبدال حكومات دينية استبدادية بالحكومات الديمقراطية الأمريكية. 
 
ويبدو أن تلك الجماعات –وهم مجموعة من المنظرين الأيديولوجيين- تمكنت من غزو المجتمع المدنى الأمريكى والخطابات العامة دون الطعن بها7؛ خاصة ما يطلق عليها اسم “شبكة الإسلاموفوبيا” (Islamophobia Network). 
 
فقد تمددت هذه الشبكة على نحو واسع ومؤثر في أكثر من 20 ولاية أمريكية على شكل مجموعات من أجل إشاعة الخوف غير العقلاني من الإسلام والمسلمين. إذ تعد تنظيماً عميق الجذور، ويمول بشكل جيد، ويواصل العمل لإمداد وإقناع الملايين من الأمريكيين بمعلومات خاطئة عن الإسلام والمسلمين من خلال متعصبين ناشطين، وفاعلين، وخبراء، وإعلاميين8. 
 
وتعتمد “شبكة الإسلاموفوبيا” في تمويلها على مجموعة واسعة من المنظمات، والمتبرعين، ورجال الأعمال، “حيث بلغ حجم التمويل 42.6 مليون دولار عام 2011، وتصاعد ليصل إلى 57 مليون دولار عام 2015″، وفقا لتقرير أصدره المركز الأمريكي للتقدم Center of American Progress9. ومن الواضح أن تزايد ميزانية هذه الشبكة يوضح أنها تقوم بالإنفاق على أهدافها التى يمكن تلخيصها فـي عبارة واحدة هى: إشاعة كراهية المسلمين فـي المجتمع الأمريكي، مما يمثل انعطافة نوعية في موجة هذه الكراهية والتمييز الحالية في الولايات المتحدة.
 
التوظيف اليميني:
 
ما يلفت الانتباه أن الإدارة الأمريكية، بعد دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أصدرت قراراً في 27 يناير 2017 بمنع سفر مواطنى سبع دول إسلامية للأراضي الأمريكية، وهى (إيران، والعراق، وسوريا، واليمن، وليبيا، والسودان، والصومال)، وذلك لمدة 3 أشهر. وبينما يمنع القرار دخول اللاجئين من أى دولة لمدة أربعة أشهر، فإنه يحظر دخول اللاجئين السوريين لأجل غير مسمى. 
 
هذه الدول كانت تعرف، خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، أنها “دول مثيرة للقلق”، برغم أن كثيرا من الدراسات تشير إلى أنه من المرجح أن مواطنى هذه الدول هم ضحايا أكثر من كونهم مرتكبي عنف؛ خاصة أنهم تاريخياً لم يشكلوا خطراً على أمن الولايات المتحدة. 
 
ولعل السؤال الجوهري هنا: هل أتى هذا القرار من أسس أيديولوجية ثابتة ورؤى متأصلة داخل المجتمع الأمريكي، أم أنه جاء وفاءً للوعود الانتخابية التي أطلقها ترامب؟. 
 
يبدو أن ما قامت به المؤسسات القضائية من تعطيل القرار يوضح أنها لم تكن تنتمى إلى أصول فكرية وأيديولوجية ثابتة داخل بنية المجتمع الأمريكي، وإنما هي ظاهرة عابرة تنامت في لحظة تاريخية بفعل تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب، الممثلة في تنظيم “داعش”، ولا شك في أنها سوف تخفت حدتها شيئاً فشيئا. 
 
وما يؤكد ذلك المنحى قرار محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو، في 9 فبراير 2017، بتعليق المرسوم المناهض للهجرة، برغم إصرار الإدارة الأمريكية على أن قرار الحظر جاء مستنداً إلى أولوية الأمن القومي، والتخوف ضمناً من الأضرار التى قد يلحقها التطرف الإسلامي؛ إذ رأت المحكمة أن هذا القرار يظهر التزايد غير المسوغ للخوف من الإسلام والمسلمين، والنظر ا?ليهم كإرهابيين.
 
على أية حال، فبعد ضغوط من البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية، تم استثناء العراق في قرار آخر معدل لوجود قوات أمريكية تعمل بشكل وثيق مع نظيرتها العراقية في معركة الموصل ضد “داعش”. 
 
وفي هذا السياق، يقول سليل شيتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية ،رداً على الأمر التنفيذي المعدل أو الجديد، الذى كان من المفترض سريانه في 16 مارس 2017 ، “إن … غلق الأبواب في وجه أولئك الفارين من نفس الإرهاب…، سيظل محفورا في ذاكرة أحلك فصول التاريخ الأمريكي. فالقول إن هذه التدابير في مصلحة الأمن القومي لا يصمد أمام الفحص في أبسط صوره، لأن هناك دولاً أكثر تصديراً للإرهاب من تلك الدول لم يشملها قرار الحظر”. ويمكن فهم هذا التصريح على أنه يعبر عن مثل وقيم عليا من الممكن أن يؤدى الجدل الدائر بين الرؤية والواقع، وتداخل المصالح إلى الاقتراب منها.
 
بشكل عام، يبدو أن هناك ثلاثة أمور يجب أن تُدرك عن النظر لقرارات إدارة ترامب بحظر سفر بعض مواطني دول شرق أوسطية؛ أولها: أن المجموعات الإرهابية هي منظمات متعددة الجنسيات. فإن أرادت تنفيذ هجوم على أراض الولايات المتحدة، فما عليها سوى تجنيد إرهابيين من دول أخرى لم يشملها الحظر. 
 
فطبقاً لتقرير صدر عن مجلس الأمن الدولي، فإن نحو 30 ألف مقاتل أجنبي مجندون حالياً في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، وقد جاءوا من 100 دولة حول العالم، من بينها دول كانت بمنأى عن نشاط الجماعات الإرهابية، مثل تشيلي، وفنلندا، وجزر المالديف. وأشار التقرير إلى أن عدد المنضمين إلى صفوف (داعش) قد ارتفع بنحو 70%10. 
 
ثاني الأمور أن مثل هذه القرارات تصب مباشرة في مصلحة الجماعات المتطرفة؛ خاصة تنظيم “داعش” الذى كثيرا ما يزعم ويردد، من خلال حملات إعلامية ممنهجة، أن الولايات المتحدة في حرب دائمة مع الإسلام والمسلمين لتأييد أفعاله المروعة، التي لم تنتهك في الواقع مبادئ الإسلام فحسب، بل ألحقت الفشل بجهود المسلمين المستمرة لتصحيح صورة الإسلام الصحيحة.
  
ثالثا وأخيرا، فإن تلك القرارات تشجع على إذكاء خطاب الكراهية والأعمال المناهضة للمسلمين الموجودين بالفعل على الأراضى الأمريكية. 
  
  ومما يؤكد هذا المنحى العنف المادي الذي يرتكبه البعض في حق المقدسات، والمعالم، والرموز الإسلامية، إذ لوحظ تصاعد كراهية الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، التهم حريق مسجداً في بلدة فيكتوريا التابعة لمدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية. كما تعرضت الغرفة المخصصة للصلاة في جامعة نيويورك للتخريب في 9 نوفمبر 2016، مع نقش عبارة “ترامب” على الباب الخلفي. 
  
  كما هاجم أمريكي موظفة مسلمة تعمل في شركة الطيران دلتا، في أثناء وجوده في مطار جون كنيدي في نيويورك، حيث قام بشتم الموظفة التي كانت ترتدي الحجاب، وركلها في ساقها، مردداً “أن الرئيس دونالد ترامب سيتخلص منكم جميعا”. 
  
مثل هذه الأفعال تعبر عن ضيق الأفق في فهم موقف الرئيس ترامب، وإساءة استخدام توجهه العام؛ إذ لا يمكن نسيان أنه هو ذاته قد نادى، في أثناء حملته الانتخابية، بضرورة مساندة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في محاربة الإرهاب. وأضاف: يجب ألا نمنع عنه السلاح، لأنه يحارب الإرهاب نيابة عنا. فالإدارة الأمريكية إذن ليست ضد الإسلام والمسلمين، وإنما ضد الإرهاب. ويؤكد هذا قول ترامب “إنه سيسحق الإرهابيين، ويبيدهم إلى الأبد”، فعلينا إذن أن نقرأ موقف الإدارة الأمريكية قراءة كلية لا جزئية، وفقاً للثوابت، وليس وفقاً للظواهر العارضة. 
 
اتساع الكراهية للمسلمين
 
لكن الملاحظ أن قرارات الإدارة الأمريكية بحظر استقبال بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة وظفها اليمين المتطرف المعادى للمسلمين لتنشيط جماعات الكراهية. فوفقاً لإحصاء قام به مركز قانون الحاجة الجنوبي (SPLC)  -المتخصص في حقوق الإنسان وقضايا الرأى العام، ونشرت نتائجه في 15 فبراير 2017- فإن جماعات الكراهية المعادية للإسلام في الولايات المتحدة تضاعفت ثلاث مرات تقريباً في عام 2016، حيث كان عدد تلك الجماعات لا يتجاوز 34 جماعة عام 2015، وقفز إلى 101 جماعة عام 2016؛ أي بزيادة تصل نسبتها إلى 197%. 
 
على النقيض من نمو جماعات الكراهية، فقد لوحظ انخفاض عدد الجماعات المناهضة للحكومة الأمريكية من 998 عام 2015 إلى 623 عام 2016. ولقد زاد بالتبعية عدد جرائم الكراهية للمسلمين؛ فلقد تم حصر وتوثيق حوادث الكراهية والتمييز خلال العشرة الأيام الأولى بعد انتخاب الرئيس ترامب، وتبين وقوع نحو 867 حادثة تمييز، بما في ذلك أكثر من 300 حادثة استهدفت المهاجرين والمسلمين11. 
 
وكشفت وزيرة العدل الأمريكية، لوريتا لينتش، أن مكتب التحقيقات الاتحادية (FBI) يحقق بالفعل في جرائم الكراهية التى وقعت عقب الانتخابات الأمريكية. ويشير آخر الإحصاءات لمكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن جرائم الكراهية ضد المسلمين زادت بنسبة 67% في عام 2015. “ولا تشمل هذه النسبة بالطبع الجرائم التي لا يتم تسجيلها، إما بسبب الخوف من الانتقام، أو بسبب فشل الشرطة في إدارة التقارير عن الضحايا”12. 
 
وفي السياق نفسه، تأثر المناخ في المدارس الأمريكية تأثراً سلبياً، وتزايد الخوف بين الطلاب المسلمين، وأفاد العديد من المعلمين بزيادة استخدام اللغات المهينة للطلبة المسلمين في الصفوف الدراسية. وإثر تلك الأحداث، حذر مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدار الإفتاء المصرية، من موجة غير مسبوقة من الخطاب المعادى للإسلام والمسلمين. 
 
أخيراً، يمكن القول: إنه إذا كانت التنظيمات المتطرفة أساءت للإسلام، وتركت أثراً بالغاً في الوعي الجماهيري الأمريكي، ورسخت مفهوم الإرهاب، فإن ربط تلك التنظيمات بالإسلام جزء من إرهاب المسلمين الذي يرتفع منسوبه من جديد. 
 
ويبدو أن الأفكار المسبقة والسلبية والكراهية، والسلوك الغاضب، بل والخوف من الإسلام ذاته بسبب تنظيم “داعش”، واليمين المتطرف، وتوظيف قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة توظيفاً سيئاً. 
 
بيد أن ثمة نورا يبدو في الأفق، يتمثل في التعويل على أن الولايات المتحدة هي دولة مؤسّسات، وأن علينا أن نقوم بتوصيل قضايانا العادلة، وطرح قيمنا السامية، التي تحث على السلام، والتعايش، والمحبة بين شتى البشر في جميع المحافل الدولية، والمنابر الإعلامية، مستخدمين في ذلك لغة الخطاب التي يفهمها الغرب.
———————————————————————————–
* مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
—————————————————————————————————————————————-
هوامش/
1 Cheng, Jennifer E., Islamophobia, Muslimophobia or racism?. Discourse & Society, 2015, Vol. 26(5), PP (562–586); P562.
2 Madhani, Aamer, Study: 27% of Americans say ISIL represents true Islamm USA Today, 11th of Feb. 2015.
http://www.usatoday.com/story/news/2015/02/11/27-americans-isil-true-islam-lifeway-research/23231713/
3 Edgell, Penny and Others, Atheists and Other Cultural Outsiders: Moral Boundaries and the Non-Religious in the United States, Social Forces; Vol. 95; Issue 2, 7 Dec. 2016: 607-638. University of Minnesota, 2016.
4 Schmitt, Eric and Sengupta, Somini,  Thousands Enter Syria to Join ISIS Despite Global Efforts. New York Times, 26th of Sep. 2015.
http://www.nytimes.com/2015/09/27/world/middleeast/thousands-enter-syria-to-join-isis-despite-global-efforts.html?_r=0
5 Hadid, Diaa, Syrian Rebels And Government Reach Truce In Besieged Area. The World Post, 15th of Jan. 2015.
6 تصريح المفوضية السامة لشئون اللاجئين، الأمم المتحدة،؛ فى 8 يناير 2015
http://www.un.org/arabic/news/story.asp?newsID=22557
7 Walzer, Michae. Islamism and the Left, Dissent, Winter 2015, Vol. 62 Issue 1, PP (107 – 117), P111.
8 Elly, Ali Wajahat and others, The Roots of the Islamophobia Network in America, Center for American Progress, Aug. 2011.
9 Duss, Matthew and others, The Islamophobia Network’s Efforts to Manufacture Hate in America, Center for American Progress, Feb. 2015.
10 Schmitt Eric and Sengupta Somini, Thousands Enter Syria to Join ISIS Despite Global Efforts, The New York Times, 26th of Sep. 2015. http://www.nytimes.com/2015/09/27/world/middleeast/thousands-enter-syria-to-join-isis-despite-global-efforts.html?_r=0
 وأنظر أيضاً: تفاصيل تقرير مجلس الأمن الدولى؛ سكاى نيوز؛ فى 27 مايو 2015. وأيضاً: تصريح بان كى مون فى مجلس الأمن بشأن زيادة عدد المقاتلين الأجانب؛ مركز أنباء الأمم المتحدة؛ فى 29 مايو 2015.  http://www.un.org/arabic/news/story.asp?NewsID=23703#.Vi54TlIbG70
11 Southern Poverty Law center (splc), Hate groups increase for second consecutive year as trump electrifies radical right, 15th of Feb., 2017.
https://www.splcenter.org/news/2017/02/15/hate-groups-increase-second-consecutive-year-trump-electrifies-radical-right
12 Singh, Anisha and Corriher, Billy  Our Courts Matter for the Muslim Community. americanprogress, 13th of Feb. 2017. https://www.americanprogress.org/issues/courts/news/2017/02/13/414965/our-courts-matter-for-the-muslim-community/

شاهد أيضاً

أردوغان الرّابح الأكبر من صراع الناتو وروسيا | فاضل المناصفة

تحاليل _ تحاليل سياسية _ أردوغان الرّابح الأكبر من صراع الناتو وروسيا | فاضل المناصفة* …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.